العزف بالكاميرا عند عاطف الطيب كيف حارب الفساد في أفلامه ؟

العزف بالكاميرا عند عاطف الطيب كيف حارب الفساد في أفلامه ؟
عاطف الطيب

كان المخرج الراحل عاطف الطيب، يطارد الرحيل لكن القدر حال بينه وبين الحياة، وإن رحل بجسده فروحه لازالت باقية تعيش في أعماله مخلدة إلى أبد الدنيا، لقد قدم نحو 21 فيلماً وشارك كمساعد للإخراج في خمسة أفلام، عدد قليل بمقياس الكم لكن حضور الموهبة فيه واضح جداً ما جعل صلاح أبوسيف، يقول أنه أحس بالغيرة الفنية بعد أن شاهد أفلام عاطف الطيب فهل اجتاحته الغيرة الفنية مع “سواق الأتوبيس” و”الحب فوق هضبة الهرم” و”البريء” وقد اختيرت الأفلام الثلاثة ضمن أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، أو زادت مع أفلام “الهروب” و”كتيبة الإعدام” و”ضد الحكومة” و”قلب الليل” و”ليلة ساخنة”؟ .

 

ظل هاجس الحرب على الفساد عند الراحل عاطف الطيب، حاضراً في أعماله سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي وكذلك قطاع الشرطة الذي يجاهر بأنه يفتعل الأزمات ويتاجر بها في فيلم “الهروب” على طريقة “عصا موسى” والذي يبرر الفكرة ويجاهر بكونها تفكير أمريكاني يا أفندم ويبدو الطيب مؤمناً بأن تطهيى هذا الجهاز أمر يؤسس لنظافة البلاد ذاتها بعيداً عن أمين الشرطة الذي يعطي المعلومات الصحيحة للمحامي الفاسد في “ضد الحكومة” أو يغير موقفه فينغير وجه القضية كما فعل ضابط المباحث “ممدوح عبدالعليم” في “كتيبة الإعدام” أو حتى عسكري الأمن المركزي البسيط “أحمد زكي” في “البريء” الذي يدرك بنقاء فطرته خطأ كون أبناء بلده “أعداء الوطن” كما كانوا يريدون إيهامه.

تبدو حرب الراحل عاطف الطيب، على الفساد مترادفة مع موقفه من الانفتاح الذي اجتاح نفوس البشر كما اجتاح البلاد وصار تقييم كل شيء تبعاً لقيمته المادية فتحولت القيم إلى مزاد السمسرة تبدو المسألة حاضرة حتى في أفلامه الأخيرة وتجد ذلك في “إنذار بالطاعة” وفيه يتورط الشباب الجامعي في سرقة محطة بنزين وتترك البطلة “ليلى علوي” حبيبها مؤقتاً وتخطب لأحد أثرياء الانفتاح تماماً كما تفعل أخت البطل في فيلم “الحب فوق هضبة الهرم” وتتزوج من سباك ثري من منتفعي الانفتاح وهي الجامعية المثقفة.

كان الراحل عاطف الطيب، مغرقاً في التفاؤل يبدو ذلك في النهايات المبشرة التي تسيطر على أفلامه فيتزوج البطلان في “إنذار بالطاعة” ويتم استدعاء المسئولين الحقيقيين في “ضد الحكومة” ويقتل رمز التعاون مع الإسرائيليين ويتحد العرب في “كتيبة الإعدام” وربما لولا هذا التفاؤل لما استطاع الأمل أن يغطي على الواقع المحبط في أفلامه.