صحوة الموت الأخيرة في حياة أم كلثوم

صحوة الموت الأخيرة في حياة أم كلثوم
أم كلثوم

حين حضرت المنية سيدة الغناء العربي أم كلثوم غابت عن وعيها أياماً عدة، فأوصلوا قلبها بجهاز يساعده على الخفقان ويعطي الجسد حياة واهمة فيما يدفع الجهاز الدم في العروق ولكن السيدة بلا حس وبلا شعور.

 

كانت الدعوات بالشفاء لكوكب الشرق تنطلق إليها من كل صوب في بلاد العرب بأن يهبها الله الصحة وطول العمر ويمن عليها بالشفاء لاسيما بعد أن تناقلت الصحف والإذاعات خبر مرضها وأصبح حديث الساعة، آنذاك.

كلما طال رقادها تذكر الناس لياليها التي أنارت فيها الأنحاء بغنائها الجميل وبصوتها منحة الرب سبحانه، تمضي الأيام والليالي وتزدحم الشوارع ببشر يقفون عند المذياع يتسقطون أخبارها منتظرين صراعها مع الخاتمة وصراع الحياة مع الموت.

يقول الشاهد: كنت في مرقدها الأخير بفلتها في حي الزمالك وهي تصارع والبيت يلفه صمت وانتظار، كنت أجلس بقربها وفجأة وجدتها تنهض من رقادها في صحوة الموت الأخيرة، وتجلس وقد التفتت شمالاً ويميناً، وهي مغمضة العين وكأنها آتية من أبدية أخرى ثم سمعتها تقول بصوت واضح وحالم، لا رجعة فيه ولا إلتواء: استدعوا السنباطي والشاعر ناجي حتى ننهي بروفة الأطلال الأخيرة، بعدها رقدت رقدتها الأخيرة التي لم تعد منها أبداً.