الاستعارة المكنية من أبرز الألوان البديعة التي تستظل براية علم البلاغة، وتعد واحدة من اثنين من أنواع الاستعارة في اللغة العربية، حيث تنقسم الاستعارة إلى مكنية وتصريحية، وحديثنا اليوم عن الاستعارة المكنية وكيفية استخراجها والتعرف عليها.
_ ما هي الاستعارة المكنية ؟
الاستعارة المكنية هي نوع من أنواع التشبيه، لكن حُذف فيها المشبه به وتُرك المشبه، ولها أغراض بلاغية هامة، مثل التشخيص والتجسيم، ومن أمثلتها أكلت النار الحطب، حيث حذف المشبه به وهو الإنسان لأن الأكل من صفات الإنسان، وصرح بالمشبه وهي النار، وهنا سر جمال الاستعارة هو التشخيص.
_ كيفية استخراج الاستعارة المكنية
كما ذكرنا سابقاً أن الاستعارة المكنية هي حذف أحد ركني التشبيه والإبقاء على الركن الآخر، ويتضح ذلك جلياً من خلال الأمثلة التالية، والتي توضح كيفية التعرف على الاستعارة المكنية في الجملة، وهي:
1_ كشر البحر عن أنيابه : ونفهم هنا من معنى الجملة أنه شبه البحر بالحيوان المفترس الذي يبين أنيابه للفريسة، ونجد أنه حذف المشبه به وهو الحيوان المفترس، وصرح بالمشبه هو البحر وترك شيئاً يدل على المشبه به المحذوف وهي الأنياب.
2_ قول الله تعالى ” والصبح إذا تنفس “، حيث شبه رب العزة، الصبح بالإنسان الذي يتنفس، وحذف المشبه به وهو الإنسان، وصرح بالمشبه وهو الصبح، وترك صفة من صفات المشبه به المحذوف وهي التنفس.
3_ تطلعت إليك عيون المجد ، حيث شبه المجد بالكائن الحي الذي يمتلك عيونا، وفي هذا المثال تم التصريح بالمشبه وتم حذف المشبه به وهو الكائن الحي ولكن تم الإبقاء على شيء من صفاته وهو العيون.
الجملة | المشبه “المذكور” | المشبه به “المحذوف” | وجه التشبيه |
والصبح إذا تنفس | الصبح | الإنسان | شبه الصبح بإنسان يتنفس |
كشر البحر عن أنيابه | البحر | الوحش المفترس | شبه البحر بالحيوان المفترس الذي يمتلك أنياباً |
تطلعت إليك عيون المجد | المجد | الكائن الحي | شبه المجد بكائن حي يمتلك عيون |