طقوس الفرن عند المصريين بين البدعة والتراث

طقوس الفرن عند المصريين بين البدعة والتراث
الفرن

كان هناك اعتقاد متعلق بالفرن ينتشر بشكل كبير بين النساء يتمثل في وجود كائنات غيبية تسكن الفرن وتستقر بداخله وقد كان لشكل الفرن وطريقة بنائه والمهام التي يؤديها، دور كبير في ترسيخ تلك المعتقدات، إذ أن الفراغ السفلي له مقر الإشعال والوقود تتغير حالته ما بين النور والوهج الصادرين عن النار وبين الإظلام التام.

 

ولأن أفراد المجتمعات القروية يعتقدون أن الأماكن المظلمة التي تبتعد عن حركة الكائنات الحية هي مستقر الأرواح والأشباح والجان، ولأن حالة الظلام لا تدوم عند البدء في أعمال الخبيز.

فقد اندفع الخيال الشعبي نحو إيجاظ قدرات خاصة لما أطلق عليه جان الفرن، أو ملك الفرن، تجعله قادراً على احتمال النار بل أيضاً يعمل على إشعالها ويسهم في إنجاز المهمة برمتها وتبعاً للاعتقاد بوجود تلك الكائنات بداخل الفرن كسكان يقيمون إقامة دائمة به أثناء القيام بأعمال الخبيز وبعده فإنه يجب على من تقوم بتلك الأعمال الالتزام بما يرضيهم ولا يدفعهم إلى الإضرار بها فمن بين الطقوس المتوارثة للجلوس أمام الفرن ألا تكةن المرأة الجالسة غاضبة أو حزينة حتى لا يصيبها أذى من ملك الفرن، ومع الوقت تراجع الاهتمام بهذه المعتقدات عند النساء المتعلمات كما أدى انتشار أفران الغاز إلى الإندثار الكامل لتلك المعتقدات.