دأب الكتاب والساسة حين يتعرضون للقضية الفلسطينية على تناول وعد بلفور وصك الانتداب من حيث مدى شرعية الاول وعدالة الثاني ومن ثم يصدرون في شأنخما احكام قيمية.
وكأن القضية الفلسطينية هي قضية قانونية أو أخلاقية أولا واخرا وهم بذلك يتجاهلون حقيقة المشكلة وابعادها الواقعية أن وعد بلفور ليس في حقيقته أكثر من عمل من أعمال الدبلوماسية.
الدبلوماسية هي وجه من وجهي فن السياسة واستقراء الواقع يقطع بأن هذا الفن كان ولا يزال منفصلا انفصالا كليا عن الأخلاق والقانون ومن ثم عن شتى الاحكام التي تترتب على فكرة الخير والشر والعدل والظلم والفضيلة والرذيلة.
ان أي عمل دبلوماسي هو وسيلة من وسائل الدولة في علاقتها بالدول الأخرى وعلاقات ما بين الدول ليست في حقيقتها ضرب من علاقات القوى.
ان كل دولة هي طرف في هذه العلاقات قوة في ذاتها وهي بأعمالها الدبلوماسية تسعى إلى تحقيق ذاتها ومن ثم قوتها وفي النهاية فرض ارادتها على ما عداها من القوى ومن أجل تحقيق مصلحة الأقوى.
إقرأ أيضاً