إن التاريخ المشترك هو العامل الثاني في توحيد العرب وهو لا يقتصر على الأحداث السياسية وسير الحكام فحسب بل يتعدى هذا إلى الصورة الاجتماعية والأحداث القومية فيشمل ما حققه العرب من انتصارات حربية وحضارية وما نزل بهم من هزائم لظروف خاصة.
ويتناولهم في أفراحهم واتراحهم في تقاليدهم وأساطيرهم فالتاريخ بالنسبة للعربي ليس امرا لا حياة فيه يستطيع أن يسترجعه في اي وقت شاء وينساه في أي وقت أراد بل هو عند العربي واقع يحياه ويعيش فيه.
لقد بدأ هذا التاريخ بشكله العام منذ أربعة عشر قرنا عندما ظهر الإسلام وخرج العرب من جزيرتهم يدعون للدين الجديد ويبشرون بمبادئ من التسامح والمساواة لم يكن للشعوب التي وفدوا عليها عهد بها.
هنالك طويت صفحة من تاريخ تلك الشعوب لتبدأ صفحة جديدة من حياتها هي فاتحة تاريخ الأمة العربية فإن العرب قد اندمجوا في هذه الشعوب وأثروا فيها وتأثروا بها وكونوا أمة واحدة وان تباينت فيها الاعراق.
اقرأ أيضاً:
ايهما نجح فيه العرب نشر الاسلام ام تعريب الشعوب