في ضوء دراسات حديثة لم يعد من القبول أن نرمي الآخرين أو حتى أنفسنا بتهمة الكسل المتعمد، من دون معرفة بأسبابه الخفية، فقد أثبتت دراسة أجريت في الصين أن من بين أسباب الكسل تحولاً جينياً يؤثر في نظام الدوبامين، وهي مادة كيميائية وناقل عصبي يمنح شعوراً طيباً عند ممارسة النشاط، مما يؤدي إلى تراجع النشاط البدني، وقد تبين أن الفئران قليلة النشاط، بسبب الأصابة بهذا الجين المتحول المسمى “بطاطس الأريكة” لديها أعداد متدنية من مستقبلات الدوبامين على سطح خلايا الدماغ.
كسل الشتاء
جتى ما يعرف بكسل الشتاء عندما نظل في أماكننا ولا نمتلك شجاعة رفع الغطاء الدافئ والنهوض لعمل ما علينا من واجبات وله أسباب عدة كما يراها المتخصصون، ومن بينها تغير المزاج لغياب الشمس وتأثر الساعة الباطنية وتغير مستويات السيروتونين في الدماغ مما يؤدي إلى قصور في الطاقة وفقدان الرغبة في القيام بأي أنشطة.
ومن ناحية أخرى، يؤكد الطبيب النفسي البريطاني “نيل بورتون” أن كثيراً من الناس لا يبذلون جهداً ليس لأنهم كُسالى لكن لأنهم لم يتمكنوا من فعل ما يودون، أو لأن أعمالهم لا تمنحهم ما يكفي من الرضا والتحفيز فلا يجدون مبرراً للتعب.
وإلى جانب فقدان الأمل، قد يعاني البعض مخاوف النجاح أو قصور في تقدير الذات بحيث لا يشعرون بالراحة مع النجاح، وهناك أشخاص لم ينجحوا لأنهم لم يحاولوا.
الهروب من الكسل
إذا ساد عرف أو توصيف للكسل في مجتمع ما أو بين مجموعة من الناس فإن الأشخاص بحكم تأثرهم بمجتمعهم أو أعضاء مجموعتهم يسعون جاهدين لاتباع استراتيجيات تبعدهم عما هم غير مرغوب فيه.
فإذا لم يستيقظ شخص مبكراً كمثال، يلوم نفسه ويتهم نفسه بالكسل، ويحاول تعديل سلوكه كي ينأي نفسه عن الكسل الذي تعتبره الأديان خطيئة وذنباً وهكذا يكافح معظم الناس كل يوم هروباً من تهمة الكسل ويتضرعون لله عز وجل كي يبعده عنهم.