يتميز فيلم “نظرية كل شيء” بمزايا كثيرة فإيدي ريدماين، يستحق عن جدارة جائزة الأوسكار لبراعته المذهلة في أداء دور الدكتور ستيفن هوكينغ، وتصوير الآثار الضمورية المتواصلة الناجمة عن مرض التصلب الضموري الجانبي، وهو المرض الذي تصدى من أجل التوعية به ودعم بخوثه عدد كبير من المشاهير لتحدي دلو الثلج.
إن ملايين الأشخاص وعشاق العلوم الذين قرأوا كتب الدكتور هوكينغ وتوافدوا على سيمبسون، وستار تريك ونظرية الإنفجار الكبير لم يعرفوه قط إلا كشخص أسير لكرسي مدولب يتحدث بصوت روبوتي، لأن كل ما يعرفونه أنه كان دائماً هكذا ونزل إلى الأرض علة متن مذنب.
اتسم أداء السيد ريدماين، بالدقة البالغة، من تجسيد أصابع الدكتور ستيفن هوكينغ، المشلولة المتغضنة إلى تصوير النضارة المازحة التي تضيء وجهه الذي هو في ما عدا ذلك جامد، عندما يستعذب نكتة أو فكاهة والذروة الدرامية عندما ينقر بفأرة فتنساب الكلمات “اسمي ستيفن هوكينغ من سماعة خارجية بلكتة أمريكية روبوتية هي لحظة إبداع عتيق عبقري تجعل أعيننا تفيض بالدموع.
اتهم كثيرون من النقاد الفنيين أن الفيلم لا يستحق أي جوائز بسبب اللامبالاة وتشويه عمل الدكتور ستيفن هوكينغ العلمي، ما يترك المشاهدين وهم لا يعرفون بالضبط لماذا يتمتع بهذه الشهرة الكبيرة فبدلاً من بيان كيف قوض الدكتور هوكينغ الأفكار التقليدية عن المكان والزمان، نجد أن الفيلم يتزلف إلى الاحاسيس الدينية بشأن ما يقوله عمل الدكتور هوكينغ وما لا يقوله في ما يخص وجود الرب وهو في حقيقة الأمر شيء قليل جداً.
ما يُحسب للفيلم انه لا يتحاشى تناول الاجزاء التي لا يسلط عليها الضوء من قصة الدكتور ستيفن هوكينغ، فهو مستند إلى مذكرات زوجته الأولى.
وكانت جين وايلد، قد نشرت في عام 2007 م كتاب بعنوان ” سفر إلى ما لا نهاية … حياتي مع ستيفن هوكينغ ” وتمثل أحد كتابين وضعتهما جين وتصور فيهما كيف كان وقوعها في حب عبقري متزايد الإعاقة والشهرة ثم رعايتها إياه.
ترتبط جين وايلد، في النهايو بقائد الكورس في كنيستها أما ستيفن هوكينغ، فيرحل نع ممرضته إلين ميسون، التي تزوجها فيما بعد ثم طلقها.
يقال أن الدكتور ستيفن هوكينغ، أعطى موافقته على الفيلم الذي سيلقى الضوء على الجانب الشخصي من حياته ومن بين الأشياء الشجاعة التي فعلها هوكينغ، أن يعهد بقصة حياته إلى زوجة سابقة.
سمح الدكتور ستيفن هوكينغ، للمنتجين باستخدام تسجيلات فعلية لصوته الأيقوني وبعد رؤيته الفيلم قالها صريحة:”صادق بوجه عام” حسبما قال المخرج جيمس مارش، الذي كان قد فاز بجائزة الأوسكار عام 2008م، عن فيلمه الوثائقي “رجل فوق السلك”.
نظرية كل شيء مجرد فيلم، وينبغي أن يسرنا رؤية الدكتور ستيفن هوكينغ، في النهاية ينال ما يستحق من آلة الشاشة الكبيرة الصانعة للنجوم وأنه حتى الثقوب السود صارت جزءاً من الحديث الثقافي ومن ثم يجعلنا نشعر بالسرور كما قال الراحل ستيفن هوكينغ، ” صادق بوجه عام”.