رحلات لويس ريجيس في الجزائر

رحلات لويس ريجيس في الجزائر
الجزائر

تعد لويس ماري ريجيس، كاتبة فرنسية قليلة الشهرة وقد كانت امرأة مثقفة ومن عائلة ثرية ظهرت للقراء عام 1979م بعملها الأول “رحلة إلى بكسرة” مقنعة بشخصية رجل لكن شخصيتها الأنثوية بدت واضحة واكتشفت بعد ذلك عندما كتبت “قسنطينة .. رحلات وإقامات” وهي الرحلات التي قدم لها الكاتب مزيار وهو أحد الأكاديميين الفرنسيين ثمن فيها المؤلف الرحلة واستظهر مواطن الجمال والشاعرية فيما قدمته الكاتبة من وصف للمظاهر الطبيعية بالجزائر وما صاغته من أساليب تخييلية وتصويرية رقيقة حساسة، تبني عن رقة الكاتبة وخصوبة مخيلتها وعن شدة ولعها بالطبيعة لكن مزيار يعترض في خاتمة تقديمه للكتاب على القسوة الكبيرة التي بدت عليها الكاتبة حيال المعمرين الفرنسيين ونقدها المتكرر لسياساتهم ومشاريعهم وعطفها في المقابل على العرب ودفاعها عنهم.

 

اتبعت لويس ريجيس، أثناء رحلاتها مساراً واسعاً لم ينحصر في الجهة الشرقية من البلاد الجزائرية بل تعداها إلى ناحية الوسط وتحديداً الجزائر العاصمة والبليدة والمدية، وهي المدن التي زارتها في رحلتها الأولى.

كانت بداية السرد تصور نزولها بميناء سكيكدة المسماة آنذاك فيليب فيل، لتتوجه بعد ذلك إلى مدينة قسنطينة، في اليوم الخامس عشر من شهر مايو عام 1879م، ودامت اقامتها أكثر من أربعة أشهر لتغادرها بعد ذلك متوجهة إلى باتنة في اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر وبعد إقامة ثلاثة أيام تصل لويس ريجيس، إلى بسكرة فتزور المدينة ونواحيها كأولاد نايل، وسيدي عقبة.

تعود لويس ريجيس، بعد خمسة أيام إلى باتنة فقسنطينية وقررت بعد هذه الجولة الشرقية أن تيمم وجهها غرباً لزيارة بجاية والجزائر العاصمة والبليدة، وكانت الطريق في البداية برية من قسنطينية إلى برج بوعريريج بواسطة عرب جياد ومنها توجهت برا أيضاً إلى بجاية لتأخذ طريق البحر من ميناء المدينة للوصول في البداية إلى دلس ثم التوجه إلى الجزائر.