أظهر محمد علي باشا، شخصية خالدة على مسرح التاريخ، كان لها أثر عظيم في تكوين دولة ومولد أمة، وإلى جانب النهوض بمصر وتحديثها امتدت طموحاته في إمبراطورية عظيمة واتسعت فتوحاته.
إمبراطورية محمد على باشا
ضم محمد علي باشا، إلى إمبراطوريته بلاد الشام وجزيرة العرب والسودان واليونان وجزر كريت وشمال ليبيا وكانت جيوشه المصرية بقيادة إبنه الفاتح العظيم إبراهيم باشا، عل مسافة خمسين ميلاً من إسطنبول فهدد عرش السلطنة العثمانية.
اجتمعت عندئذ الدول الأوروبية على تحجيم محمد علي باشا، وعلى الرغم من أنه كان صديقاً لفرنسا إلا أنه لم يكن عميلاً فقد كان رجل دولة من الطراز الأول تمتع ببصيرة وخيال وهو الذي كان يؤكد دائماً أن أمن مصر يبدأ من جبال سوريا.
واجه محمد علي باشا، حملة إعلامية أوروبية عندما أراد أن يجعل من مصر دولة قوية مستقلة ونجحت المؤامرات السياسية والاقتصادية ضده في تدمير الخط الجديد لطموحات محمد علي باشا، فانكمشت إمبراطوريته تحت الضغوط الأوروبية.
عرف محمد علي باشا، الطريق لاستمالة الصحافة الفرنسية نحوه ولخدمة أهدافه بمجاملاته المحسوبة فما من زائر فرنسي ذو مكانة يصل إلى مصر حتى يحاط بالرعاية والتكريم وبتوجيه من الباشا تعد له رحلة مميزة إلى أعالي مصر مستقلا دهبية فاخرة وينعم بأشهى الأطعمة ويتمطى الجمال والبغال ويحف به القواسون ويعامل معاملة الأمراء فتطلق له المدافع.