تعد أخبار الفن وأخبار الثقافة العربية والعالمية من المواضيع التي تجذب اهتمام عشاق السينما والمهرجانات الدولية، ويعد مهرجان برلين السينمائي الدولي، المعروف أيضًا بـ”برليناله”، من أبرز وأعرق المهرجانات السينمائية العالمية. منذ انطلاقه عام 1951، شهد المهرجان العديد من اللحظات التاريخية التي جسدت تطور السينما العالمية وأبرزت قيم الفن كوسيلة للتواصل الثقافي والإبداعي. فيما يلي نستعرض أبرز المحطات واللحظات التي صنعت تاريخ المهرجان.
1. انطلاق المهرجان (1951)
بدأ مهرجان برلين السينمائي الدولي كجزء من جهود ألمانيا الغربية لإعادة بناء صورتها الثقافية بعد الحرب العالمية الثانية. جذب المهرجان في نسخته الأولى عددًا كبيرًا من نجوم السينما العالمية، وكان فيلم “Rebecca” للمخرج ألفريد هيتشكوك هو أول فيلم يُعرض في الحدث.
2. منح “الدب الذهبي” للمخرج أكيرا كوروساوا (1961)
في عام 1961، حصل المخرج الياباني الأسطوري أكيرا كوروساوا على جائزة “الدب الذهبي” عن فيلمه “Yojimbo”، مما عزز مكانة المهرجان كمنصة تحتفي بالإبداع السينمائي العالمي وتسلط الضوء على المواهب من خارج أوروبا وأمريكا الشمالية.
3. عرض فيلم “التانغو الأخير في باريس” (1973)
أثارت نسخة عام 1973 جدلًا كبيرًا بسبب عرض فيلم “التانغو الأخير في باريس” للمخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي. ورغم الجدل الذي أثاره الفيلم بسبب موضوعه الجريء، إلا أنه أصبح رمزًا للجرأة الفنية التي يشجعها مهرجان برلين.
4. حضور سياسي بارز (1986)
في عام 1986، أصبح المهرجان منصة للحوار السياسي عندما شهد عرض فيلم “The Color Purple” للمخرج ستيفن سبيلبرغ، الذي ناقش قضايا العنصرية والتمييز. كان هذا العام أيضًا بداية لاهتمام المهرجان بالأفلام ذات الطابع الاجتماعي والسياسي.
5. لحظة الوحدة الألمانية (1990)
شهد عام 1990 مهرجانًا خاصًا بعد سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا. تم تكريس المهرجان للاحتفاء بوحدة الأمة، وأصبح منصة للتعبير عن التغيرات الثقافية التي رافقت تلك المرحلة التاريخية.
6. تعزيز التوجه نحو القضايا النسوية (2000)
شهد مطلع القرن الحادي والعشرين تحولًا واضحًا في توجه المهرجان لدعم قضايا المرأة في السينما. في عام 2000، فاز فيلم “The Hours” لجوليان مور وميريل ستريب بجائزة الدب الذهبي، مما عكس توجهًا لدعم الأفلام التي تسلط الضوء على تجارب النساء.
7. احتفاء بالسينما العربية (2011)
كان عام 2011 مميزًا للسينما العربية، حيث حصل الفيلم الإيراني “A Separation” لأصغر فرهادي على جائزة الدب الذهبي. كما حظيت الأفلام العربية بمزيد من الاهتمام في ظل الربيع العربي، حيث عرضت أفلام ناقشت التحولات الاجتماعية والسياسية في المنطقة.
8. الاحتفال بالتنوع السينمائي (2018)
في عام 2018، حصل فيلم “Touch Me Not” للمخرجة أدينا بنتيللي على جائزة الدب الذهبي. أثار الفيلم نقاشًا واسعًا حول الحدود بين الجسد والحرية الشخصية، مما يعكس التزام المهرجان بدعم الأفلام الجريئة والمبتكرة.
9. الجائحة والمهرجان الرقمي (2021)
كانت نسخة عام 2021 استثنائية بسبب جائحة كورونا، حيث تم تنظيم المهرجان بشكل رقمي لأول مرة في تاريخه. رغم التحديات، استمر المهرجان في دعم صناع الأفلام من خلال العروض الافتراضية والحوارات الرقمية.
10. تكريم شخصيات بارزة في السينما العالمية
على مر السنوات، كرّم مهرجان برلين السينمائي العديد من الشخصيات البارزة في عالم السينما مثل إنغمار بيرغمان، وميريل ستريب، وجاك نيكولسون، مما عزز مكانته كواحد من المهرجانات الرائدة عالميًا.
ختامًا
يبقى مهرجان برلين السينمائي الدولي منصة للاحتفاء بالإبداع السينمائي والتنوع الثقافي. من اللحظات الجريئة إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، ساهم المهرجان في تشكيل تاريخ السينما وتقديمها كوسيلة للتعبير عن الإنسانية بمختلف أوجهها.