هل كان عصر القوميات سبب في قيام دولة إسرائيل
كان اليهود المنتشرين في أوروبا منذ التشتيت على يد الرومان وبالتهود اللاحق لا يتصورون العودة من إجل بناء الهيكل إلا على يد المسيح المنتظر ومن ثم فقد كانوا يعيشون بأمل ظهوره.
أما الحركة الصهيونية فقد اعلنت نبذها لتلك الفكرة الدينية القديمة مصممة على أن السبيل الاوحد إلى العودة هو عمل اليهود انفسهم فبل انتظار لظهور المسيح المتتظر وانما استعمار لفلسطين من اجل اقامة دولة يهودية على أرضها.
وهكذا فان الصهيونية العالمية راحت تمثل حركة سياسية صرفة باهدافها ووسائلها على السواء وذلك في مواجهة الدعوان السابقة عليها التي وان داعب الهدف السياسي ضمائر اصحابها إلا أن ظاهرها ظل يرتبط بأهدافه ووسائله بالدين اليهودي.
لعل ما يفرضه منهج المعرفة العلمية الحقة ان نتسائل هنا عن الاوضاع التاريخية التي هيأت لهذا الطابع السياسي الجديد للدعوة إلى العودة ومن ثم للحركة الصهيونية العالمية في اواخر القرن التاسع عشر.
ان استقراء واقع المجتمع الاوروبي في القرت التاسع عشر مع مقدماته التاريخية يؤدي بنا إلى رد العوامل المهيئة للحركة الصهيونية العالمية إلى ثلاثة عوامل محركة ويتمثل فيما كان عليه المجتمع الأوروبي المسيحي من عداء لليهود ذلك العداء الذي كان يحمل اسم اللاسامية وعامل مهيء ويتمثل في ان القرن التاسع عشر كان قرن القوميات ثم اكتمال معالم الرأسمالية الصناعية وما افضت اليه من ظاهرة امبريالية.
اقرأ أيضا
طريقة عمل عجينة الفطائر حيث أن الفطائر هي من الوجبات البريطانية المفضلة لدي الجميع، وفي…
في إطار الاستجابة لمطالب وشكاوي المواطنيين نود التنويه بأنه وفق تكليفات الفريق أحمد خالد حسن…