فارس المعارضة فكري أباظة لماذا اختاره النادي الأهلي رئيساً له ؟

فارس المعارضة فكري أباظة لماذا اختاره النادي الأهلي رئيساً له ؟
فكري أباظة

كان فكري أباظة علماً بارزاً في تاريخ مصر الحديث وقد برزت مواهبه وتعددت إسهاماته في مصفوفة من الخطوط المتوازية والمتكاملة التي أثرت في تطور مصر السياسي، وقد واكب شبابه الحقبة الليبرالية التي بدأت من 1919م وحتى 1952م، وسارت حياته معها في تضافر عجيب وكان إضافة إلى أدائه الساطع صاحب مواهب فنية وثقافية ورياضية كما كان صاحب حضور متصل ومتوهج جعله حتى في نظر السائح الذي يمر بالقاهرة معلماً شاخصاً من معالم العاصمة الحافلة بالنشاط في أثناء الحرب العالمية الثانية وفيما قبلها وبعدها.

 

أسباب حب الشعب المصري لأباظة

كانت أصداء نجومية التشريعي فكري أباظة، وظلالها الممتدة تمثل طرازاً لامعاً ووديعاً وحاضراً وقد عبرت هذه الأصداء والظلال عن أداء متميز ومتفوق بل ومتوهج في تجويد المهنة والاتصال بالجماهير واستشراف المستقبل وكان هو نفسه شخصية فريدة مؤهلة لهذا التميز في الحضور، وفي الأداء وفي الوجود وفي الأثر، فقد قدر له أن يعيش ثورة 1919م، وأن يشهد حروب 1948 و1956 و1973م، كما شهد الحربين العالميتين وقد روى عن نفسه أنه عاصر 25 حرباً ابتدءاً من حرب روسيا واليابان إلى أن شهد معركة الانتصار في أكتوبر.

منح الشعب المصري فكري أباظة قدراً من الإعجاب والحب والتقدير ما لم يمنحه لصحفي آخر وأن النادي الأعلي بكل تاريخع كان حريصاً أن يكون أباظة رئيساً فخرياً له.

فكري أباظة والملاعب

كان فكري أباظة، من أبرز لاعبي المدرسة السعيدية بكفر أبو شحاته ثم انضم للنادي الأهلي وقد عرف أيضاً في بدايات حياته بهواية المسرح وقد ظهر على المسرح في دور “بوكاشيو” بمسرحية يوليوس قيصر.

مواقف لا تنسى

بعد حصوله على البكالوريا “شهادة الثانوية العامة” أصر فكري أباظة، على الالتحاق بمدرسة الحقوق الخديوية وبدأ اتصاله بالوطنية ومصاعبها وتضحياتها حين كان واحداً من طلبة مدرسة الحقوق الذين تقرر فصلهم بسبب امتناعهم عن استقبال السلطان حسين كامل عندما اعتزم زيارة المدرسة وكان موقفهم هذا تعبيراً عن احتجاجهمم على إعلان الحماية البريطانية وقبول السلطان بها ومهادنته للاحتلال.

بداية عمله كمحامياً

تخرج فكري أباظة، في كلية الحقوق وعمل محامياً منذ تخرجه 1917م، وقيد في جدول المحامين بعد أن أتم التدريب على المحاماة وفي الوقت نفسه كان يمارس الصحافة والكتابة وتصادف أنه بدأ العمل بالصحافة قبل اندلاع ثورة 1919م.

سجلات نضال فارس المعارضة

وتسجل محاضر جلسات البرلمان المصري على نحو ما درسها ولخصها وعرضها الأستاذ فاروق أباظة، في كتابه “فكري أباظة باشا.. فارس المعارضة” أنه هاجم تشرشل والمندوب السامي البريطاني في مصر كما هاجم حاكم السودان العام، ومفتش الجيش المصري الإنجليزي وهاجم الإنحراف الحزبي، ودافع عن استقلال الجامعة المصرية، وطالي المسئولين بتوفير مواد التموين في أثناء الحرب العالمية وتبنى مشاكل العمال والفلاحين، حتى توفي عام 1979م.